لقد روى لنا القصة التالية: أن رجلًا عالمًا زار صديقًا له في بيته، فلما خرج فبدل أن يودعه بالسلام عليه ودعه بأن حكم عليه بالكفر، لماذا؟ عندما عاد في بلاده ربما كما تزار بلاد الأعاجم إذا دخل الضيوف كما دخلتم أنتم الآن ينزعون نعالهم فتبقى نعالهم كما تركوها إذا ما خرجوا، عندهم أدب .. قد يكون أدب لكن انظر ماذا يترتب من وراء هذا الأدب: ربة البيت أو ولد رب البيت أو الخادم إن كان عندهم يخرج النعال ويوجهها هكذا .. أليس أنتم دخلتم هكذا، هو يوجه النعال هكذا، إذا خرج الضيوف يجدون النعال موجهة ليس إلا أن يضعوا أرجلهم فيها، هذا احترام للضيف .. إكرام.
هذا العالم لما خرج وجد نعليه كما تركهما، يعني: غير مُوَجَّهين، قال: هذا رب البيت كفر، لماذا؟ قال: لأنه لم يحترم العالم، كيف؟ لأنه ما وجه النعلين له، هذا يكلفه أنه يمد رجله ويمد يده ويوجهها، هذا ليس إكرام للعالم، والذي لم يكرم العلم لم يكرم العلم، والذي لم يكرم العلم لم يكرم من جاء بالعلم وهو محمد رسول الله، هذا ما أكرم رسول الله .. ما أكرم جبريل .. ما أكرم رب العالمين، إذًا: هو كافر!
ذكرني واقع هذه ... ولا أستطيع أن أضع لها صبغة أو بلدًا معينًا، لكن أعلم أن فيهم من تسلسل في تكفير الحكام .. إلى المحكومين .. إلى أئمة المساجد .. إلى المؤذنين .. إلى معلمي الديانة في المدارس التي يسموها: