للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول في توجيههم إلى السنة، وأنا أعتقد أن سبب هذا الإخلال من هؤلاء الناس باحترام شيوخهم وعلمائهم هو هذه النهضة الفكرية العلمية التي أيقظت الناس من ذاك السبات العميق، ألا وهو جمود على التقليد، فتفتحت آذانهم لاتباع الكتاب والسنة، فأخذ أحدهم يبحث في حدود ما عنده من علم، ووجد أشياء يخالف فيها الجمهور أولاً فاتبعها، ثم دخله العجب والغرور فظن كما ألمح الأستاذ أنه على شيء من علم، فاستقل في فهمه للعلم وأظهر بين الناس أنه هو لا ينتمي إلى فلان وعلان، هو له منهج خاص، وإن كان يقول هذه الكلمة حتى لا يهاجم، يقول: وإن كان له فضل علينا لكن أنا لي خطتي، وله خطته، هذا سببه كما ألمح أنا في كثير من المجالس والمواعظ أنه في عندنا اهتمام كبير ويقظة تامة فيما يجب أن يكون عليه المسلم من اتباع الكتاب والسنة، والذين دعو إلى هذا النهج كثيرون وكثيرون والحمد لله في مختلف البلاد الإسلامية، لكن مع هذه الصحوة العلمية لم يوجد هناك علماء مربون حقاً يكونون على الكتاب والسنة ويتولون تربية الناس على هذا النهج الصحيح في دروسهم العامة ودروسهم الخاصة.

منذ يوم أو يومين تحدثت مع ابني هذا عبد المصور، قلت: منذ كنت في دمشق كنت ألحظ أن انتباه الناس في دعوتنا واتباع الكثيرين منهم لها يوجد في نفوسهم شيء من الغرور وشيء من العجب وشيء من استقلال الفهم

<<  <  ج: ص:  >  >>