للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا عقل، أما النقل: فربنا عز وجل أمرنا أن نعزر نبيه ونعظمه ونوقره، فهو عبد من عباده المصطفين الأخيار، تُرى ماذا يكون موقف العبد مع الرب؟ لاشك أنه سيجله، ليس بعده إجلال لأحد لأنه هو خالق الكل والجميع، فإذا كان الأمر كذلك فالصحابة لم يكونوا يرفعون أصواتهم بالذكر، ليس حلقات هكذا ولا فى مساجد، وإنما فى الصحراء فى العراء لقد جاء فى صحيح البخارى وصحيح مسلم من حديث أبى موسى الأشعرى رضى الله قال كنا فى سفر مع النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - فكنا إذا علونا جبلا كبرنا الله، وإذا هبطنا واديا سبحنا الله ورفعنا اصواتنا، فقال عَلَيْهِ الصلاةَ السَلَّامَ:

«إربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمّ ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبا، والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم».

ثم إلتفت إلي وقال ياأبا موسى: «ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ قل لا حول ولا قوة إلا بالله» فإذا كان الرسول صَلَّوات اللَّهُ وَسَلَّامَه عَلَيْهِ ينهى أصحابه أن يرفعوا أصواتهم فى الصحراء، بعلة شرعية إن من تدعونه ليس بأصم ولا غائباً إلى اخر الحديث، تُرى ماذا يقول الرسول عَلَيْهِ الصلاةَ السَلَّامَ لهؤلاء الناس الذين يرفعون اصواتهم بذكر الله فى بيوت الله؟ هنا فيه إخلال بأدبين إثنين: الاول: الأدب مع الرب وقد عُرف من حديث أبي موسى، الثانى: الأدب مع العبد العابد لله فى المسجد، إلى هذه الحقيقة أو الأدب الثانى أشار عَلَيْهِ الصلاة

<<  <  ج: ص:  >  >>