للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسَلامَ بقوله حينما سمع بعض الناس يرفع صوته بالذكر فى المسجد قال: «ياأيها الناس كلكم يناجى ربه فلا يجهر بعضكم على بعض فى القراءة» كلكم يناجى ربه يعنى إن من تدعونه ليس بأصم ولا غائب، فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة جاء فى رواية أخرى

«فتؤذوا المسلمين» هذه هى العلة الثانية فيها إيذاء للجالسين فى المسجد، يذكرون الله، يصلون على رسول الله، يصلون ركعتين لله، فهؤلاء يُشَوِّشون عليهم فيؤذونهم، مثل هذه الأحاديث بتُكون فكرة عند الباحث بأن هؤلاء الذين يذكرون الله بهذه الأصوات - الحقيقة أنا ما رأيت هنا ما كان يحصل عندنا فى دمشق خاصة فى بعض الليالى كليلة القدر، ليلة ٢٧ رمضان تدخل أكبر مسجد فى سوريا وهو المسجد الأموى فبدك تسد أذنيك، حتى ما تصم آذانك بالأصوات المرتفعة، هنا حلقة وهناك حلقة، هنا قادرية وهناك رفاعية .. الخ - ولذلك يعجبنى قول أبن القيم الجوزية:

متى علم الناس في ديننا ... بأن الغناء سنة تتبع

وأن يأكل المرء أكل الحمار ... ويرقص في الجمع حتى يقع

وقالوا: سكرنا بحب الإله ... وما أسكر القوم إلا القصع

كذاك البهائم إن أشبعت ... يرقصها ريها والشبع

ويسكره الناى ثم الغنا ... وياسين لو تليت ما انصدع

<<  <  ج: ص:  >  >>