للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا ما نقوله بالنسبة لهذه الكلمة، لكني أتساءل في نفسي هذا الذي أُشير إليه بأنه أنكر هذه النسبة أو بدّع هذه الكلمة ترى ألا ينتسب هو إلى مذهب من المذاهب سواء كان هذا المذهب متعلقاً في العقيدة أو كان متعلقاً بالفقه؟ يغلب على ظني أنه لا بد أن يكون منتسباً إلى مذهب من هذه المذاهب التي تتعلق إما بالعقيدة أو الفقه، فإما أن يكون ماتريدياً وإما أن يكون أشعرياً وإما أن يكون من أهل الحديث وكما يعبّرون اليوم من أهل السنة والجماعة، وإما أن يكون خارجياً أو معتزلياً أو أو ..

إلى آخرهم، ليس لنا الآن علاقة بالمذاهب الأخرى التي لا تدخل في مسمى أهل السنة والجماعة، فقد عرفنا في اصطلاح المتأخرين أن المقصود بأهل السنة والجماعة أول ما يتبادر أو أول ما يقصدون بهذه الجملة هم الأشاعرة والماتريدية، ثم قد يدخلون في أهل السنة والجماعة أهل الحديث، وقد لا يدخلونهم، فعلى كل حال الذي ينكر هذه النسبة فإلى ما هو ينتسب، لا بد من أن ينتسب إلى اصطلاح من هذه الاصطلاحات، إما أن يقول أنا من أهل السنة والجماعة وإما أن يقول أنا من الأشاعرة أو الماتريدية، وهذا أسوأ وأسوأ بكثير؛ لأن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري ينتسب إلى شخص غير معصوم، والذي ينتسب إلى الماتريدي كذلك ينتسب إلى شخص غير معصوم، وقل كذلك بالنسبة للمذاهب الفقهية الأربعة فضلاً عن المذاهب الأخرى الخارجة عن مذهب أهل السنة والجماعة، فكل هذه الانتسابات تنتسب إلى أفراد هم غير معصومين بلا شك، فكل هذه الانتسابات تنتسب إلى أفراد وإن كانوا من العلماء أصابوا أم أخطؤوا فهم أفراد ليسوا بمعصومين، فليت شعري هل أنكروا مثل هذه الانتسابات، لو أنهم أنكروها لأصابوا؛ لأنها انتسابات إلى أفراد غير معصومين، وليس الأمر كذلك بالنسبة لمن ينتسب إلى السلف الصالح فإنما ينتسب إلى العصمة، ذلك لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد ذكر من علامات الفرقة الناجية أنها التي تتمسك على ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وما كان عليه أصحابه، فهؤلاء هم السلف، فمن

<<  <  ج: ص:  >  >>