وإذا تركنا الشيعة جانباً وهم بلا شك والحق يقال هم يتلون في المنزلة الثانية بعد أهل السنة من حيث اشتغالهم بالعلوم الشرعية والعقلية ونحو ذلك من بين الفرق الأخرى فنأخذ مثلاً بعدهم يأتي الزيدية فأين كتب الزيدية؟ أيضاً يأتي نفس السؤال السابق .. كتبهم التي تروي الأحاديث عن الرسول عليه السلام .. كتبهم التي تتحدث عن الرواة وعن مراتبهم في الجرح والتعديل .. أنا شخصياً إلى الآن لا أعرف كتاباً للزيدية في الجرح والتعديل، أعرف للشيعة بعض الكتب لكنها لا تروي ولا تشفي، أما الزيدية إلى الآن لا أعرف لهم كتاباً في معرفة رواة كتب الحديث عندهم.
لكن من أعجب الأشياء عندهم كتاب في رواية الأحاديث معتمد عندهم مسند زيد بن علي .. مسند زيد هذا يرويه رجل كذاب عندنا وهم لا يستطيعون دفاعاً عنه؛ لأنهم فقراء في التراجم إطلاقاً، فإذا كان هذا المسند هو عمدة مذهبهم ولذلك نجد سواء الشيعة أو الزيدية إنهم يعتمدون على كتبنا نحن أهل السنة في تأييد ما عندهم من الحق، أما إذا أرادوا أن يؤيدوا ما عندهم من الباطل في وجهة نظرنا فلا يجدون في كتبهم إلا روايات منقطعة أو مقطوعة أو نحو ذلك من العلل المعروفة عند أهل الحديث .. هذا مثال يتعلق .. ذاك مثال يتعلق بالشيعة الكافي الذي هو بمنزلة صحيح البخاري وهو لا يوثق به حتى بالنسبة لبعض المحققين من علماء الشيعة في العصر الحاضر وفيه طامات من