لا، بل أنتم يومئذٍ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت» وصدق رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.
فليس يخفى على كل مسلم عاقل أن حب الدنيا رأس كل خطيئة، وأنه سبب كل معصية وبلية، كيف لا! وهو الذي يحمل الناس على الشح بالمال والنفس التي تجاهدها بالإنفاق بالمال العزيز لديها وبالنفس التي هي أعز من المال؛ ولذلك قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «اتقوا الشح فإن الشُحَّ أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم» كما ورد في كثير من كتب السنة، ومنها صحيح الإمام مسلم.
وإن مما يجب ذكره وبيانه بهذه المناسبة: أن استحلال المحارم المهلك يكون على وجهين اثنين:
الأول: ارتكاب المحارم مع العلم بحرمتها، وهذا أمر مشاهد فاش مع الأسف الشديد بين المسلمين اليوم بكل أشكاله وأنواعه حتى الكبائر ألا وهو الإشراك بالله عز وجل الذي يتجلى واضحاً في بعض الجماعات أو الأفراد الذين ينادون غير الله عز وجل في الشدائد ويستغيثون بغير الله وينذرون ويذبحون لغير الله فضلاً عن أن أكثرهم يحلفون بغير الله كل هذه من الشرك .. من أنواع الشرك الفاشية اليوم بين المسلمين وأكثرهم لا أقول: أكثر عامتهم، بل أقول: أكثر خاصتهم لا يدندنون حول التحذير من هذه الأنواع من الشركيات والوثنيات، هذا أكبر الكبائر كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة، الإشراك بالله عز وجل، ومنها قتل النفس بغير حق، وعقوق الوالدين، وأكل الربا وما أدراكم ما أكل الربا فقد انتشر أيضاً في هذا الزمان بسبب قيام ما يسمونه بالبنوك، وكذلك من الكبائر