للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلمة هي التي تقول: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم.

اليوم هناك جماعات كثيرة جداً: كل جماعة تَدَّعي أنها تعمل للإسلام، وتعمل بإقامة حكم الإسلام، والنظام الإسلامي في الأرض، وبعضهم يكاد يكون قد مضى عليهم نحو قرن من الزمان، ثم لا شيء إلا الهتافات والصياحات ما هو السبب يا ترى؟ السبب أننا لا نبدأ من حيث بدأ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وبعض هذه الجماعات لا تفكر إطلاقاً بتهذيب النفس وإصلاح الأفراد ووضع القاعدة التي تُبْنَى عليها الدولة، أو يتحقق بها المجتمع الإسلامي.

كلنا يعلم أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بعث في أمة جاهلية جهلاء، ترتكب مختلف المآثم والذنوب، ومع ذلك فقد ظَلَّ نحو أكثر من عشرة سنين بل بالضبط ثلاث عشرة سنة وهو يدعوإلى التوحيد إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وهولا يجاهد، ولا يقاتل، ولا يحرم الخمر، والميسر، وقتل النفس البريئة بغير حق إلى آخره، وإنما أن يعبدوا الله ويجتنبوا الطاغوت ثلاثة عشر سنة هكذا.

ثم هاجر الرسول عليه السلام من المدينة، وهناك بدأت الأحكام تنزل بشيء من التفصيل، وبدأ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يؤسس في الدولة المسلمة بعد أن أوجد الأفراد ورباهم عليه الصلاة والسلام على عينه، وأحسن تأديبهم ووثق من تربيته إياهم، فأصبح يقيناً يشعر بأنهم يفدونه بكل شيء بأنفسهم وبأموالهم، وبكل عزيز لديهم، بعد ذلك بدأت المعركة بينه وبين العرب، وبين اليهود وهذه السيرة طويلة تعرفونها، الشاهد: أن الرسول عليه السلام أول ما بدأ إنما بدأ بتأسيس قاعدة الإسلام وهي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

كثير من الجماعات الإسلامية اليوم حريصين على إقامة الحكم الإسلامي، ولكن يصدق فيهم قول ذلك الشاعر العربي:

<<  <  ج: ص:  >  >>