للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النفوس (١) ... فهؤلاء لا أعنيهم بالحديث.

أعود فأقول إن الخلاص على أيدي هؤلاء الشباب يتمثل في أمرين لا ثالث لهما: التصفية والتربية وأعني بالتصفية تقديم الإسلام إلى الشباب المسلم مصفى من كل ما دخل فيه على مدِّ هذه القرون والسنين الطوال من العقائد ومن الخرافات والبدع والضلالات. ومن ذلك ما دخل فيه من أحاديث غير صحيحة قد تكون موضوعة، فلابد من تحقيق هذه التصفية لأنه بغيرها لا مجال أبداً لتحقيق أمنية هؤلاء المسلمين الذين نعتبرهم من المصطفين المختارين في العالم الإسلامي الواسع. فالتصفية هذه إنما يراد بها تقديم العلاج الذي هو الإسلام الذي عالج ما يشبه هذه المشكلة حينما كان العرب أذلاء، وكانوا يستعبدون من الأقوياء ممن حولهم من فارس والروم والحبشة ونحو ذلك من جهة، وكانوا يعبدون غير الله تبارك وتعالى من جهة أخرى.

فهذا الإسلام كان هو العلاج الوحيد لإنقاذ العرب مما كانوا فيه من ذلك الوضع السيء، والتاريخ كما يقال يعيد نفسه، والعلاج إذا كان هو العلاج السابق نفسه فسيقضي حتماً-إذا استعمله المريض- على مرضه الذي هو عين المرض السابق. الإسلام هو العلاج الوحيد، وهذه كلمة لا اختلاف فيها بين الجماعات الإسلامية أبداً.

وذلك من فضل الله على المسلمين، ولكن هناك اختلافاً كبيراً بين الجماعات الإسلامية الموجودة اليوم على الساحة، ساحة الإصلاح، ومحاولة إعادة الحياة الإسلامية، واستئناف الحياة الإسلامية وإقامة الدولة الإسلامية هذه الجماعات مختلفة مع الأسف الشديد أشد الاختلاف حول نقطة البدء بالإصلاح، فنحن


(١) الجنسية أو شهادة الميلاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>