ولو أردنا الإطالة فالأمثلة كثيرة ولكني أفضل عدم الخوض ... وأؤثر أن أنتقل إلى الخلاف القائم بين العلماء الذين يرون أن ما هو قائم في الفروع فحسب وأنه لا يضر ... ونحن أمام شقين: الخلاف في الفروع، وهذا الخلاف في الفروع لا يضر ... وكلاهما خاطئ وغير صحيح:
أولاً: الخلاف في الفروع خاطئ: لتوضيح هذا أُذَكِّر بالخلاف القائم بين الحنفية من جهة، وسائر المذاهب الأخرى من جهة ثانية في قضية الإيمان؛ هل يزيد وينقص أو أنه ثابت لا يزيد ولا ينقص؟
إن الخلاف في الحقيقة قائم بين «الماتريدية» من جهة، والأشاعرة وأهل الحديث من جهة أخرى؟ ! !
وعن هذا التساؤل يتفرع تساؤل آخر: هل الإيمان يزيد وينقص أو أنه ثابت لا يزيد ولا ينقص؟ ؟
والحقيقة أن القرآن الكريم يعلن أن الإيمان يزداد:{وليزداد الذين آمنوا إيماناً} وثمة آيات كثيرة في هذا المجال .. وكذلك السنة فهي تزيد دلالات الآيات في زيادة الإيمان وضوحاً، ومن ذلك قول الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديث المتفق عليه بين الشيخين:«الإيمان بضع وستون وشعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق» ومع ذلك فإننا نجد الماتريدية اليوم، وهم من الناحية الفرعية حنفية، يصرحون بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، بل يذكرون عن إمامهم بأنه كان يقول:«إيماني كإيمان جبريل عليه السلام» وهذا يعني أن إيمان أفجر الناس قد يكون من يصرح بذلك فيهم بأنه يساوي إيمان جبريل عليه السلام، وهذا الكلام-وإن كان خطأ- منسجم مع اعتقادهم في أن