للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سواء ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله، ألا نعبد إلا الله، هل هناك في كثير من الأمة المسلمة التي خوطبت بتلك الآية الكريمة من يعبد غير الله؟ البلاد الإسلامية ممتلئة بعبادة المسلمين لغير الله، لكن أكثر الناس لا يعلمون، لكن أكثر الناس لا يعلمون ولا يشكرون رب العالمين الذي أرسل إليهم هذا النبي الكريم وتركهم على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك، فكلمة سواء عوداً إلى الكتاب والسنة فهماً وعملاً وبدون ذلك لا حياة للمسلمين إطلاقاً، هذا الذي يجب أن نعمل فيه، ويجب ألا نستبق الأمور، ونفعل أو يصدق علينا تلك النكتة التي تروى عن ذلك الراعي الذي كان يرعى غنم أهل القرية فجلس ذات يوم في خيمته المتواضعة، وقد علق في تحتها القدر الممتلئ بقليل من السمن الذي جمعه من الغنم، فجلس ذات يوم في الظهيرة يرتاح وأخذ يفكر أنه أنا بكرة يكثر مالي، وأتزوج وربنا عز وجل يرزقنا من الأولاد وهم يصيروا يعاونوني، وإذا واحد منهم ما يسمع كلامي والله لأفعل وأفعل وأرفع العصا هذه وأضربه، وما راح غير العصا ضربت الجرة فوق رأسه وتلبست السمن بالأرض كله، فهذا هو يفكر في الخيال، وعليه أن يعمل ما فرض الله عليه من طاعته وفي حدود ما يستطيع.

نحن الآن نستبق الأمور نفكر كيف نقيم الدولة المسلمة؟ كيف نتخلص من هذا الظلم وهذا الذل المحيط بنا من كل جانب، بينما الدويلة الصغيرة التي أمرنا ذلك الحكيم بقوله: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم.

هذه الدويلة الصغيرة بعد ما أقمناها في قلوبنا، فكيف نقيم هذا الصرح الشامخ، هذه الدولة العظيمة التي تحتاج إلى المملينات من المسلمين ثقافة إسلامية عامة بالإسلام كما قلنا آنفاً: فهماً وتطبيقاً ثم تحتاج إلى نوعيات معينة

<<  <  ج: ص:  >  >>