للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها باطل، وهي قولهم: علم السلف أسلم، وعلم الخلف أعلم وأحكم، إذًا: نسبوا الجهل إلى السلف ونسبوا العلم إلى الخلف، وهذا عكس لكل ما ذكرنا آنفًا ولغير ذلك من النصوص:

فأهل الحديث هموا أهل النبي وإن ... لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا

ونسأل الله أن يجعلنا من أهل الحديث العارفين بكتاب الله ثم بصحيح سنة رسول الله، ثم العاملين بذلك على منهج أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.

مداخلة: بعض الإخوة الذين ينتسبون إلى هذه الدعوة، وأعني بها الدعوة السلفية يقولون: نحن الآن في زمان يكاد يكون اتصل العالم بعضه ببعض، وصار من الإدارة والتخطيط وإلى غير هذا من ما ينكر به الإسلام ويكيدوا له، فيقولون: مما لا شك فيه أننا لا نستطيع أن نواجه هذه الدعوة المضادة للإسلام عمومًا وللدعوة السلفية خصوصًا إلا بعمل منظم، كما هم منظمون يعني: أعداء الإسلام منظمون، فيتأولوا ويقولون: لا بد لنا من أن نقوم بعمل منظم .. عمل ما يسمونه، فيرتبون العمل على أن يكون هناك رئيس وهناك أسر تكون، هناك أشياء سرية للغاية لا يعرفها إلا خواص المنتسبون لهذا ... أو هذا التنظيم، فكيف السبيل في توجيه هؤلاء الإخوة، الذي نعلم أنهم حريصون على الدعوة السلفية وعلى دعوة الناس إلى الخير الكتاب والسنة.

الشيخ: إذا كان المقصود بالتنظيم تنظيم الدعوة هذا لا شك أمر لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان كما قيل في قديم الزمان، أما إذا كان المقصود بالتنظيم للجماعة السلفيين تنظيمًا سريًا كما وقع فيه قديمًا الإخوان المسلمون ثم لاقوا مصيبتهم التي أرجعت لدعوتهم القهقرى، فالتنظيم ما بحاجة إليه اليوم إطلاقًا، وأنا في اعتقادي أن واجب الدعاة السلفيين أن يستمروا في طريقة الدعوة إلى الكتاب وإلى السنة هكذا علنًا لا خفاء فيها إطلاقًا؛ لأن هذه الدعوة من طبيعتها

<<  <  ج: ص:  >  >>