مركز البابا هناك كما تعلمون، فما الذي أدرى الرسول عليه السلام بأن قسطنطينية وهي في يدي الكفار المشركين الروم تفتح أولاً؟ ذلك من وحي الله تبارك وتعالى.
فإذاً: هذه بشارة عظيمة، فتحت القسطنطينية فلم يبق على المسلمين إلا أن يفتحوا روما، وسيكون ذلك يقيناً لأن الرسول كما قلنا آنفاً:{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[النجم: ٣ - ٤] لكني كنت أقول وهنا الشاهد: فتح مدينة عاصمة كروما في هذا الزمان لا يمكن أن تفتح من المسلمين في آخر الزمان وهم كما نراهم متفرقين شذر مذر، طرق ومذاهب وأحزاب وهم يقرؤون القرآن الكريم:{مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}[الروم: ٣١ - ٣٢] وأنتم ترون الآن إقليم من أقاليم المسلمين وهي أفغانستان مضى عليها عشر سنوات ولم يستطع المسلمون أن يقضوا على الحاكم الكافر في بلادهم، الذي احتلها رغم أنوفهم، لماذا؟ لأن الأفغانيين يقاتلون وحدهم، والمسلمون يتفرجون عليهم كأنه لا يجب عليهم أن يمدوا إخوانهم بالأشخاص وبالأموال وبالسلاح وكل شيء، فكيف يستطيع المسلمون أن يفتحوا عاصمة كروما، وأنا أقول: إن المسلمين هكذا كنت أقول هناك في وضعهم الحاضر لا يستطيعون أن يفتحوا قرية عندنا كدوما، كيف يستطيعون أن يفتحوا روما.
إذاً: فيجب علينا أن نقف متفكرين جداً في هذا الحديث، {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}[الأنعام: ١٥٣] هذا واقع المسلمين اليوم، فقد تفرقوا منذ قرون طويلة إلى طرق كثيرة، وهذه الطرق من حكمة الرسول عليه السلام، وأنا في الحقيقة معجب بشيء ما أحد يعني فكر فيه، أو