ربما فكر ولكن ما عبر عنه، وهو أن الرسول عليه السلام رسام ماهر، لكنه إنما يرسم ما يجوز وليس ما يحرم، لأنه حرم التصوير لذوات الأرواح، ولكنه هنا صور الخط المستقيم والخطوط الأخرى المعاكسة له، فصور الخط المستقيم خطاً طويلاً، وصور حوله ليس خطوطًا طويلة، وهذه المهارة في الرسم، وإنما هي خطوط قصيرة، لماذا؟ لحكمة بينها الرسول في تمام الحديث، لما تلا بعد أن صور هذه الصورة الرائعة وقرأ عليها الآية قال: هذا صراط الله، وهذه طرق، وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليها. ما معنى هذا الكلام؟ فيه هنا كلام يتلفظ به لسان الرسول عليه السلام، لكن هناك كلام لم يتلفظ به، وإنما رسمه لأصحابه على الأرض، وهو أن هذه الطرق قصيرة مغرية للسائرين على الدرب الطويل، فإن على كل رأس طريق من هذه الطرق القصيرة شيطان، كأنه يقول للسالكين على الصراط الطويل: أين ذاهبين، متى تصلون، انظروا ما أقرب هذا الطريق، فإلي إلي.
مداخلة: .......
الشيخ: هو هذا، ولذلك تجد ليس فقط الضالين الشاردين الخارجين عن دائرة الإسلام، بل وبعض المسلمين أنفسهم انغشوا بنصيحة الشيطان، والشيطان عمره ما نصح مسلماً.