يخطبهم أمرهم بأن يتحللوا، وأن يجعلوها عمرة، فقال قائل وهو ابن جعشم، ما أسمه؟
مداخلة: مالك بن جعشم.
الشيخ: المهم ما أظن مالك، المهم أحد الصحابة قال: يا رسول الله! عمرتنا هذه ألعامنا هذا أم للأبد؟ قال: بل لأبد الأبد، دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة، وشَبَّك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بين أصابعه، مع ذلك حينما أمرهم عليه الصلاة والسلام بالتحلل وأن يجعلوها عمرة تلكأ بعضهم، ولم يبادروا إلى تنفيذ أمره عليه السلام، فغضب عليه السلام ودخل على بعض زوجاته مغضباً، وهي السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: من أغضبك يا رسول الله؟ !
مداخلة: أم سلمة يا شيخ.
الشيخ: نعم.
مداخلة: أم سلمة.
الشيخ: لا، ما أظن أم سلمة لها علاقة بالعمرة تبع الحديبية، أما هنا في حجة الوداع القصة مع عائشة، ثم عاد الرسول عليه السلام ليقول لهم: يا أيها الناس! أحلوا، فلولا أني سقت الهدي لأحللت معكم. لماذا تلكأ أصحابه عليه السلام في حجة الوداع؟ لأنهم رأوه يأمرهم بشيء وهولا يفعله، فظنوا أن هذا الأمر ليس أمر إلزام وإيجاب، وإنما هو أمر تخيير، بدليل -هكذا قام في بالهم وأذهانهم- أنه هولا يزال محرماً، فالرسول عليه السلام بَيَّن لهم السبب، وإذا ظهر السبب بطل العجب، فلما قال لهم عليه السلام: أحلوا أيها الناس، فلولا أني سقت الهدي لأحللت معكم، قال جابر وهو صاحب قصة حجة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - رضي الله عنه وعن أبيه، قال: فتحلل الناس وسطعت المجامر، وأتوا النساء.