من أمراء نجد وهو سعود جد العائلة القائمة الآن، فتعاون الشيخ مع الأمير تعاون العلم مع السيف، وأخذوا ينشرون التوحيد دعوة التوحيد في بلاد نجد، فيدعون الناس تارة بالكلام وتارة بالسنان، من أجاب للكلام فهذا هو المطلوب، وإلا لم يأت إلا بالقوة، فانتشرت هذه الدعوة حتى وصلت إلى بعض البلاد الأخرى، علماً أنه البلاد النجدية وسائر البلاد الإسلامية من حولها من العراق ومن الأردن كانت كلها محكومة بحكم الأتراك، الخلافة المتوارثة، فلما بدأ اسم هذا الرجل بعلمه، وذلك الأمير بإدارته ينتشر وينتشر خشي الأتراك أن تظهر هناك في العالم الإسلامي دولة تناهض دولة الأتراك، فأرادوا أن يقضوا عليها وهي لا تزال في عقر دارها بإشاعة الإشاعة الباطلة عنهم والكاذبة والمفتراة مما جاء في السؤال أو غير
ذلك مما نسمعه كثيراً وكثيراً.
فأنا قلت آنفاً: أن السبب الأساسي سياسي وهذا هو، لكن السياسي هذا قضي عليه، ولسنا الآن في بحث تاريخي، لكن السبب الآخر هو جهل الناس، جهل الناس بحقيقة هذه الدعوة، وهذا الجهل يذكرني بقصة كنت قرأتها في بعض المجلات، أن رجلين وهما يتناقشان في الطريق حول دعوة محمد بن عبد الوهاب التي يسمونها بالوهابية، لو كان الناس يفكرون فيما به يتكلمون لكانت هذه النسبة وحدها مذكرة لهم بخطئهم فيما يقولون، لأن لفظة الوهابية إذا أردنا أن ننظر إلى اشتقاقها وإلى أي شيء كانت نسبتها الوهابية نسبة للوهاب، ومن هو الوهاب؟ هو الله تبارك وتعالى، إذاً: بالنسبة للوهابية هذا أمر يشرف ولا يسقط، لكن قام مثلما يقولوا عندنا في سوريا في آذانهم شيء ... مثل البعبع، شيء مخيف جداً، الوهابية ما يعتقدوا بالرسول، ما يؤمنوا إلا بالله، ذكرني هذا البحث بأولئك الاثنين وهما يتناقشان.