هل الأهم للمسلم أن يعنى بغيره من المشركين أمثال الشيوعيين والدهريين، أم يبدأ بنفسه فيصلحها وذلك بأن يحملها على اتباع الكتاب والسنة في العقيدة قبل كل شيء، ثم في العبادات وفي الأخلاق وفي السلوك، التهمة تنعكس عليهم تماماً، ويصدق عليهم حينئذ قول من قال في قديم الأمثال:(رمتني بدائها وانسلت)، فإننا إذا سألنا هؤلاء الذين يزعمون ويتفاخرون بأنهم يردون على الشيوعيين وعلى الملاحدة والدهريين، إذا سألناهم عن التوحيد، بل عن معنى (تعلم أنه لا إله إلا الله)، لحاروا في الجواب ولم يعلموا الجواب الصحيح في ذلك، وهذا في الواقع يشمل كثيراً من الإسلاميين، الذين ينتمون إلى بعض المذاهب المتبعة منذ القديم، مع أولئك الذين يتفاخرون بردهم على الشيوعيين، توحيد الأسماء والصفات هم أبعد الناس معرفة به، ولذلك فطالما ناقشنا كثيراً منهم بما جاء في الكتاب والسنة من الآيات والأحاديث الكريمة فيما يقولونه بألسنتهم في سجودهم، ولما يدخل الإيمان في قلوبهم، مع الأسف، يقولون معنا في السجود: سبحان ربي الأعلى، يكررونها في كل سجدة ثلاث مرات، وفي كل ركعات الصلاة، فإذا ما سألتهم السؤال الذي توارثناه عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، حينما سأل الجارية يمتحنها عن إيمانها: أين الله؟ فأجابت: في السماء.
إذا وجهنا هذه السؤال إلى هؤلاء الذين يتهمون الأبرياء بما ليس فيهم هذا السؤال: أين الله؟ دارت أعينهم في محاجرهم حيرة وضلالاً وبعضهم يزداد ضلالاً فيقول: هذا السؤال لا يجوز في الإسلام، وهم يعلمون أو لا يعلمون والله يعلم بما في قلوبهم أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هو الذي سن للمسلمين حقاً هذا السؤال لمعرفة الإيمان المنجي عند الله من الإيمان الذي لا ينجي، يعلمون أو لا يعلمون، لكننا بفضل