الذي أمر الله عز وجل محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}[محمد: ١٩]، ونحن نعلم جميعاً أن فاقد الشيء لا يعطيه، فلو أننا فرضنا فرضاً مستحيلاً أن هؤلاء الذين يهتمون كل الاهتمام بغيرهم، وينسون أنفسهم أنهم استطاعوا أن يجعلوا الشيوعيين يؤمنون بالإسلام، لكننا لو سألنا هؤلاء الذين اهتدوا على يد من هدوهم إلى الإسلام، ما هو التوحيد الذي فهمتموه، عاد جوابي السابق: فاقد الشيء لا يعطيه.
فإذاً: هم في الواقع يخالفون مبادئ في القرآن الكريم منها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}[المائدة: ١٠٥]، فنقول لهؤلاء الذين ينكرون علينا ويتهموننا بما ليس فينا، هل فهمتم حق لا إله إلا الله وحق محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، إن فعلتم ذلك فلا باس أن تدعو الناس إلى ما هداكم الله إليه، أما أن تظلوا دهراً طويلاً لا تفهمون كلمة التوحيد إلا بالمعنى الذي كان يفهمه أهل الجاهلية الأولى حينما يقولون: لا رب إلا الله، {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[لقمان: ٢٥].
فإذاً: هم لا ينقمون على المسلمين أنهم يؤمنون بوجود الله، بل هم يشتركون معهم، لكن يختلفون عنهم؛ لأنهم يعبدون مع الله آلهة أخرى، ترى هل يفهم هؤلاء المتهمون للسلفيين بما ليس فيهم، هل يفهمون معنى هذا التوحيد، وهو لا إله إلا الله وأنه لا معبود بحق في الوجود إلا الله ... إلى اليوم لا يعرف معنى العبادة، ما هي العبادة التي إذا توجه بها المسلم إلى غير الله عز وجل، أشرك بالله ولم ينفعه شيء ما قوله لا إله إلا الله.
أنا أعلم أن بعض الشيوخ في دمشق الشام ألفوا رسالة عنوانها: لا إله إلا الله، فلما جاء إلى تفسيرها قال: لا رب إلا الله، فماذا صنع هذا المسلم الذي يزعم أنه