للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسلم، أنه فسر كلمة التوحيد، بمعنى توحيد الربوبية فقط، هذا التوحيد الذي كان يؤمن به المشركون، ولكنهم أعني المشركين، كانوا إذا قيل لا إله إلا الله يستكبرون، هؤلاء المشركين الذين سمعتم آنفاً إنهم إذا سئلوا: من خلق السماوات والأرض؟ قالوا: الله، هؤلاء إذاً في الوقت نفسه إذا سمعوا الرسول عليه السلام يدعوهم إلى لا إله إلا الله يستكبرون عن هذه الكلمة، ويسخرون من الداعي إليها، لماذا؟

من عجائب الأمور أن أولئك المشركين في ضلالهم، في شركهم، كانوا يعرفون معنى لا إله إلا الله حقاً، ولذلك كانوا يفرون من هذا المعنى الصحيح، ويستكبرون عن أن يقولوا لا إله إلا الله؛ لأنها تعني شيئاً آخر أكثر مما كان أولئك المشركون عليه، وهو أن يعبدوا الله، هذا المعنى الآخر أن يعبدوا الله وحده لا شريك له، كانوا يستنكرون ذلك، ويقولون كما حكى القرآن الكريم: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: ٥].

نحن نجد العالم الإسلامي اليوم مع الأسف الشديد غريقاً في شرك العبادة أو شرك الإلوهية، وشرك الأسماء والصفات، فهم يقولون لا إله إلا الله، ولكنهم العالم الإسلامي اليوم الذي انشغل عنه أولئك الدعاة الإسلاميين زعموا، والذين يتهمون الدعاة السلفيين بأنهم يشتغلون بالأمور التي يسمونها التافهة كبعض الأمثلة التي جاء ذكرها في السؤال، العالم الإسلامي اليوم غرق في الجاهلية التي كان عليها المشركون، الذين بعث إليهم الرسول عليه السلام فهم لجهلهم بالإسلام، ولجهلهم بحقيقة لا إله إلا الله يظنون أن المسلمين على خير، فلذلك فهم ينصرفون عنهم إلى أولئك المشركين ولا نعيد الشيوعيين وأمثالهم؛ لأن المسلمين على خير، مع أن كثيراً من البلاد الإسلامية ليس فقط، بعض أو كثير

<<  <  ج: ص:  >  >>