للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفهمون أنه ممكن الإنسان يعرف الإسلام كله في جلسة واحدة؛ لأنهم يأتوك بالمثال الأعرابي: «هل علي غيرهن، قال: لا، إلا أن تطوع» يا أخي! ذاك إسلام لم يكمل، جاء من البدو يريد أن يسلم، لكن ما زال الإسلام ينزل بأحكامه بجهاده بكذا بكذا إلى آخره.

فنحن الآن لا يجب علينا، بل لا يجوز لنا أن نرجع القهقرى، نحن يجب أن نتبنى هذا الإسلام جملة وتفصيلاً فإذا ما وقع المسلم في مثل هذا الجو المختلف فيه أشد الاختلاف وكما ذكرنا آنفاً مع الدكتور ثلاثة وسبعين فرقة لا ينجوا منها إلا فرقة واحدة: «قالوا: من يا رسول الله! قال: هي التي على ما أنا عليه وأصحابي» نحن الآن ألسنا يجب علينا وعليهم هؤلاء السائلين الشاكين المرتابين ... أليس من الواجب عليهم أن يحرصوا أن يكونوا من الفرقة الناجية؟ لا شك أنه سيكون جوابهم نعم.

يا أخي! أنت لست الآن في زمن الرسول تأتي وتجلس مع الرسول وتسمع الحكم منه مباشرةً بينك وبين الرسول أربعة عشر قرناً وفي أمامك وفي طريقك عثرات وعثرات، سيأتيك حديث بل ستأتيك آية لو كنت بين يدي الرسول يكفيك المؤنة إذا أشكل عليك معناها مثل ما وقع بالنسبة لبعض الصحابة حينما أشكل عليهم آية: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: ٨٢] تذكرون الآية والحديث؟ قالوا: «إذاً: أينا ليس ذاك الرجل الذي ظلم نفسه؟ قال: ليس ذاك، ألم تقرؤوا قول الله تبارك وتعالى: {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: ١٣]» فأزال الرسول عليه السلام هذه الشبهة من أذهانهم، فأنت أيها المسلم في القرن الرابع عشر في أول الخامس عشر لست في صحبة الرسول حتى إذا أشكل عليك يأتي يعطيك الجواب وتسلم تسليماً، أمامك هذه

<<  <  ج: ص:  >  >>