للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقدم الأهم منه فالأهم.

فإذا كان الداعية السلفي لا يستطيع أن يبحث مثلاً في السياسة وفي الاقتصاد وفي ... الأشياء تسمى اليوم في العصر الحاضر والاصطلاحات لا يستطيع؛ لأنه لم يعط الإنسان قدرة تتسع وحافظة تتسع لكل ما يجب أن يعلمه جماعة المسلمين فيحيط به فرد من أفردهم هذا أمر مستحيل، والله عز وجل يقول: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: ٢٨٦].

فإذاً: على كل مسلم أن يقوم بواجب من الواجبات خاصة إذا كانت واجبات عينية، فإذا انتهى منها قام بواجبات كفائية، أما لماذا فلان يعمل في كذا ولا يعمل في كذا؟ فهذا خطأ، من من الناس مهما أحسنتم الظن به يقوم بكل شيء يجب أن يقوم به المسلم؟ هذا أمر مستحيل خاصة في باب الفروض الكفائية، مثلاً: أولئك الذين نراهم يشتغلون مثلاً بالناحية السياسية الإسلامية زعموا لماذا لا يهتمون بإصلاح عقائد المسلمين؟ ويعيش الفرد الواحد منهم في حزبهم وفي جماعتهم بضع سنين أو أكثر، ثم يخرج بعد ذلك لم يفقه العقيدة .. لم يفقه معنى لا إله إلا الله التي فهمها العرب في أول الإسلام وهم لا يزالون في كفرهم وفي ضلالهم، لكنهم بعد أن فهموها كفروا بها كما قال الله عز وجل حكاية عنهم أنهم قالوا: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: ٥].

المسلمون اليوم كثير منهم جداً لا يفقهون هذه الكلمة، فلماذا هؤلاء الذين يشتغلون زعموا بالسياسة ويشتغلون زعموا بالتربية، لماذا لا يعنون بإصلاح العقيدة، لماذا لا يعنون بتصفية الإسلام مما دخل فيه من أحاديث ضعيفة موضوعة، ومن عقائد منحرفة، ولماذا ولماذا؟ هذه أسئلة لا تنتهي أبداً.

نحن نكتفي بأن أمثال هؤلاء إذا عملوا بواجب نشكرهم على ذلك؛ لأن هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>