فنقول: نحن مع هؤلاء المسلمين في أن تمييز السنة الصحيحة من الضعيفة هو بالرجوع إلى علم الحديث وقواعده، فأقول: هؤلاء الذين يسألون هذا السؤال يجهلون أن فيمن يشهدون أنه من المسلمين وقد يكونوا من المتعبدين .. من المكثرين من النوافل .. يقولون: لا، طريق معرفة الصحيح والضعيف من الحديث ليس هذا هو الطريق وإنما الطريق هو طريق الكشف، أظن ما فيكم واحد يجهل ما هو طريق الكشف؟ فكلكم يعلم وقد يكون الجهل ببعض العلم هو العلم.
الكشف: هو أن الإنسان يغمض عينيه ويطفئ نوره ويزيد المكان الذي هو فيه ظلاماً على ظلام بأن يلقي رأسه بين ركبتيه مغمضاً عينيه مطفئاً النور المادي هذا ثم يراقب وينتظر ماذا ينزل عليه من الوحي الذي يصرحون بألسنتهم أنه لا وحي بعد رسول الله، ولكن يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم؛ لأنهم يسمون هذا الوحي بالإلهام فهو ينتظر نزول الإلهام عليه أن هذا الحديث صحيح أو لا؟ ولذلك كثيراً ما يقولون: هذا الحديث وإن كان لم يصح عند علماء الحديث فقد صح عندنا كشفاً.
هذا وأمثاله يجهلون هذه الحقيقة المرة أنه توجد في جماعات ومشايخ ويصلون ويصومون ولكنهم خرجوا عن دائرة الإسلام باتخاذهم طريقاً كيفياً هوائياً لا ضوابط له.
تستطيع أنت أن تسأل من يشتغل بالحديث: لماذا هذا الحديث صحيح؟ الجواب المجمل الذي لا يحتاج إلى تفصيل: لأنه يا أخي! رواه البخاري ومسلم، الجواب التفصيلي: أنت درست علم المصطلح؟ رجال الجرح والتعديل إلى آخره؟ نعم .. هذا إسناده من كذا إلى كذا كل رجاله ثقات وعدول