وما فيه انقطاع .. ما فيه إرسال إلى آخره، وإذا قيل: هذا الحديث ضعيف، لماذا ضعيف؟ والله ضعفه الإمام البخاري مثلاً هذا كلام مجمل .. تفصيله: في سنده فلان ابن لهيعة مثلاً وهذا رجل فاضل وعالم لكن كان سيء الحفظ.
أما إذا سألت الذي قال لك: تلك الكلمة الخطيرة: هذا الحديث وإن كان ضعيفاً عند علماء الحديث فقد صح عندنا كشفاً كيف سيكون معك؟ يقول لك: يا أخي! ادخل أنت في الطريق حتى تصبح مثلنا وحينئذٍ من لاقى عرف.
هذا كله موجود في العالم الإسلامي وهؤلاء الذين لا يشتغلون بالعلم الشرعي لا يعلمون هذا الواقع ثم ينكرون أهمية تصفية الإسلام من العقائد السيئة المخالفة لشريعة الإسلام الأولى، ولا يهتمون بتصفية هذا الإسلام من الأحاديث الضعيفة الموضوعة، فماذا فعل الألباني وأمثاله؟ إنهم قوم لا يعلمون.
ثم هناك في التصوف انحرافات خطيرة جداً تتعلق بالعقيدة، وتتعلق بالعبادة، وتتعلق بالسلوك، فكثير منهم من يصوم الدهر والحديث الصحيح يقول:«من صام الدهر فلا صام ولا أفطر» كثير من هؤلاء الشباب الذين يقولون: ماذا فعل الألباني وأمثاله؟ يتعبدون .. يجتمعون في المساجد ليلة الجمعة يحيونها ورسول - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول:«لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام ولا نهارها بصيام» إنهم قوم يجهلون، ماذا فعل الألباني؟ ما عرفوا ماذا فعل؛ لأنهم لا يريدون أن يفعلوا وأن يعلموا.
فماذا يقول الإنسان وهو يتحدث عما يفعل وهذا ما هو أمر مستحسن عادةً ولكن كما قال تعالى:{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}[الضحى: ١١] وبخاصة إذا جاء سؤال محرج كهذا، فجوابنا: أننا نحن نحاول أن نعود بأنفسنا أولاً ثم بغيرنا ثانياً إلى ما كان عليه السلف الأول من الفهم الصحيح للإسلام لما فيه من عقائد وأحكام وسلوك، وهذا لا يمكن إلا بوضع نظام لمعرفة الصحيح من الضعيف