للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك الهجر والمقاطعة التي تخالف السنة الصريحة: «لا تقاطعوا لا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا».

ثم أنت بصورة خاصة من بني كل جماعتك حيث كنت تحضر جلساتي تعلم أنني أقول لا يجوز المبادرة إلى تكفير المسلم إلا بعد إقامة الحجة، ألم تسمع هذا الكلام مني مراراً وتكراراً؟ قال: بلى, قلت: إذاً كيف لم تدافع عني وفي غيبتي لما اتخذ هذا القرار الجائر الظالم، على الأقل أن تقول والله لازم نرسل شخص نستوضح من الشيخ صحيح أنه يكفر السيد قطب.

هذا شيء الشيء الثاني كيف صدقت بأنه أنا أكفر السيد قطب، وأنا ذكرته بخير في بعض المقدمات, فلو كان كافراً عندي ما تعرضت لذكره, وجرى نقاش طويل طويل جداً بيني وبينه.

الشاهد: أثر الحزبية واضح جداً في تحقيق التدابر والتقاطع بين المسلمين وهذا مثال جديد مع الأسف حيث صار السلفيون في بعض البلاد الإسلامية طائفتين، وكانت تجمعهم الدعوة تجمعهم ولا تفرقهم, فلما دخل في الدعوة ما يسمونه اليوم بالتنظيم وهو التحزب والتكتل ضد كل من لا ينتمي إلى هذا التكتل والتحزب, فإذاً صدق ربنا عز وجل حينما قال: {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ* مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: ٣١ - ٣٢]. هذا الحزب حتى في الجماعة الواحدة منهجاً وعقيدة يفرق بين الشيخ وتلميذه، يفرق بين التلميذ وزميله, هذه آثار وكما قيل قديماً:

هذه آثارنا تدل علينا ... فانظروا بعدنا إلى الآثار

(الهدى والنور /٣٧١/ ٢٨: ١٥: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>