يقولها كل طائفة على وجه الأرض لا تزال تنتمي إلى الإسلام حتى الشيعة وحتى الرافضة لا يتبرؤون من الكتاب والسنة ولكنهم يتبرؤون من السلف الصالح وكذلك كل الطوائف والجماعات الأخرى الذين لما شعروا بما أشرت إليه آنفاً من أن موجة العصر الحاضر الرجوع إلى الكتاب والسنة بفهم أو بغير فهم .. بعمل أو بغير عمل .. المهم الرجوع إلى الكتاب والسنة وإلى الإسلام، أما هذا الإسلام فيلون بألوان كثيرة وكثيرة جداً حتى قيل يوجد أشياء لم تخطر في بال أن تسمى مثلاً بعض الأناشيد التي فيها انحرافاً بعضها في معانيها وبعضها في تلاحينها سميت بالأناشيد الإسلامية، من قبل لم يكن هذا الاسم كانت هناك أناشيد صوفية وما شابه ذلك، فلما انتبه العالم كل العالم الإسلامي إلى أن الصوفية أصبحت منبوذة ولا يهتم بها المسلمون بعامة استبدلوا الأناشيد الإسلامية بالأناشيد الصوفية ترويجاً للبضاعة لا شيء هي هي نفسها ولكن كما قال عليه السلام فيما سبق من أحاديث في هذه الجلسة أنه قال:«يكون في أمتي أقوام يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها».
الشاهد: فلا توجد طائفة تنتمي إلى الإسلام تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلوات الخمس، وتصوم رمضان، وتزكي الأموال وتحج إلى بيت الله الحرام إلا كلهم يقولون على الكتاب والسنة، أما الحكم الفصل وهو ما أشار إليه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديثين السابقين حديث الفرق أن الجماعة ما أنا عليه وأصحابي وما كان عليه الخلفاء الراشدون هذا هو الحكم الفصل بين الدعاة الصادقين هو الرجوع إلى الكتاب والسنة وهم يفهمون ذلك على ما كان عليه سلفنا الصالح؛ ولذلك قال تعالى:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[النساء: ١١٥] لم يقل ربنا عز وجل: «ومن شاقق الرسول من بعد ما تبين له