وأما قوله الرضى:«ولا دل على جوازه كتاب» فليس بصحيح فإن سيبويه ذكر في كتابه أن (من) تدخل في تمييز (كم) فأطلق ولم يخصص ذلك بالخبرية.
قال: ١: ٢٩٩: «ولله دره من رجل، فتدخل (من) هاهنا كدخولها في (كم) توكيدًا».
أما المقتضب فكلامه أصرح وأوضح جعل دخول (من) في تمييز (كم) الاستفهامية هو الأصل ثم حملت عليها (كم) الخبرية.
قال: ٣: ٦٦ فلما اجتمع في (كم) الاستفهامية وأنها تقع سؤالا عن واحد، كما تقع سؤالا عن جمع ولا تخص عددًا دون عدد لإبهامها، ولأنها لو خصت لم تكن استفهامًا لأنها لما كانت تكون معلومة عند السامع دخلت (من) على الأصل ودخلت في التي هي خبر لأنها في العدد والإبهام كهذه.
٤ - قال الرضى ٢: ٩٤: «واعلم أن مميز (كم) لا يكون إلا نكرة استفهامًا كان أولا».
جاء تمييز (كم) معرفة في هذه الآيات:
١ - أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم [٢٠: ١٢٨].
٢ - أفلم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم [٣٢: ٢٦].
٣ - وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح [١٧: ١٧].
في الكشاف ٢: ٣٥٥: «{من القرون} بيان لكم وتمييز له، كما يميز العدد بالجنس ونقله في النهر ٦: ١٦، البحر ٢٠.
٥ - (كم) لفظها مفرد ومعناها جمع. الرضى ٢: ٩٤، البحر ٨: ١٦٣، روعي معنى (كم) في هذه المواضع.
١ - وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتًا [٧: ٤].