التفنن في الفصاحة، لأن المبتدأ هنا في معنى اسم الشرط، والماضي كالمضارع في اسم الشرط «فكذلك فيما أشبهه، ولذلك قال النحويون: إذا وقع الماضي صفة أو صفة لنكرة عامة احتمل أن يراد به المضي وأن يراد به الاستقبال. فمن المراد به الماضي في الصلة:(الذين قال لهم الناس)، ومن المراد به الاستقبال:(إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم) ويظهر أيضًا أن اختصاص هذه الصلة بالماضي، وتينك بالمضار أن تينك الصلتين قصد بهما الاستصحاب والالتباس دائمًا، وهذه الصلة قصد بها تقدمها على تينك الصلتين وما عطف عليهما؛ لأن حصول تلك الصفات إنما هي مترتبة على حصول الصبر وتقدمه عليها؛ ولذلك لم تأت صلة في القرآن من الصبر إلا بلفظ الماضي؛ إذ هو شرط. في حصول التكاليف وإيقاعها». البحر ٥: ٣٨٥ - ٣٨٦.
١٣ - الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون [٦: ١]
{ثم الذين كفروا} لو كانت معطوفة على جملة {خلق السموات والأرض} لكانت صلة خالية من الرابط، إلا إن قيل بإقامة الظاهر مقام المضمر، وهو من الندور بحيث لا يقاس عليه، ولا يحمل عليه كتاب الله. فهي معطوفة على جملة {الحمد لله} البحر ٤: ٦٩.
معطوفة على جملة {الحمد لله} أو على جملة {خلق السموات والأرض} الكشاف ٢: ٤.
١٤ - ثم كان عاقبة الذين اساءوا السوءى أن كذبوا بآيات الله [٣٠: ١٠]
قرئ {عاقبة} بالرفع اسما لكان خبرها السوءى، إذ هو تأنيث الأسوأ، وأن كذبوا مفعول من أجله متعلق بالخبر، لا بأساءوا، وإلا كان فيه الفصل بين الصلة ومتعلقها بالخبر، وهو لا يجوز. البحر ٧: ١٦٤.
[حذف اسم الموصول]
في المقتضب ٢: ١٣٧: «وفي كتاب الله عز وجل: (يسأله من في السموات