٢ - {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم}[٢٤: ١١].
في البحر ٦: ٤٣٦: «وقال ابن عطية: {عصبة} رفع على البدل من الضمير في جاءوا، وخبر [إن] في قوله: {لا تحسبوه}. التقدير: إن فعل الذين، وهذا أنسق في المعنى وأكثر فائدة من أن يكون {عصبة} خبر [إن].
[الإخبار عن النكرة في باب [إن]]
في سيبويه ١: ٣٨٤: «وتقول: إن قريبا منك زيدا، إذا جعلت [قريبا منك] موضعا، وإذا جعلت الأول هو الآخر قلت: إن قريبا منك زيد، وتقول: إن بعيدا منك زيد. والوجه إذا أردت هذا أن تقول: إن زيدا قريب منك؛ لأنه اجتمع معرفة ونكرة، قال امرؤ القيس:
وإن شفاء عبرة مهراقة ... فهل عند رسم دارس من معول
فهذا أحسن لأنه نكرة».
في شرح الكافية للرضي ٢: ٢٧٨: «أعلم أنه يخبر في هذا الباب [كان وأخواتها] عن النكرة المحضة إذا حصلت الفائدة، ولا يطلب التخصيص مع حصول الفائدة، وكذا في باب [إن] قال: وإن شفاء عبرة ... كذا أنشده سيبويه. وقد يخبر في هذا الباب وفي باب [إن] بمعرفة عن نكرة، ولم يجز ذلك في المبتدأ والخبر للالتباس، لاتفاق إعراب الجزأين هناك واختلافهما ها هنا، وقال الزمخشري: لا يخبرها هنا عن نكرة بمعرفة إلا ضرورة» وقال في ٢: ٣٣٧: «وقد يخبرها هنا بشرط الإفادة عن نكرة بنكرة» .. وإنما لم يخبر عن المبتدأ المنكر بخبر مؤخر، لئلا يلتبس المبتدأ بالخبر، وذلك لتوافق إعرابيهما، وأما هنا فالإعرابان مختلفان ..».
جاء في القرآن في باب [إن] الإخبار بمعرفة عن نكرة في قوله تعالى:
١ - {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة} [٣: ٩٦، البحر ٣: ٦.