ظاهر كلامه في المفصل الذي ذكرناه قبل أنه يريد الجزاء معنى المجازاة، ولا يريد الجزاء الاصطلاحي الذي هو رأي الزجاج، ولو تتبعنا كلامه في الكشاف لوجدناه قد صرح في مواضع كثيرة بأن معنى الجزاء هو جزاء الشرط وإليك البيان:
١ - {فإن فعلت فإنك إذا لمن الظالمين}[١٠: ١٠٦].
في الكشاف ٢: ٢٠٥: «(إذن) جزاء للشرط، وجواب لسؤال مقدر، كأن سائلاً سأل عن تبعة عبادة الأوثان».
٢ - {ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين}[١٥: ٨].
في الكشاف ٢: ٣١١: «(إذن) جواب وجزاء، لأنه جواب لهم، وجزاء لشرط مقدر، تقديره: ولو نزلنا الملائكة ما كانوا منظرين، وما أخر عذابهم».
٣ - {ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون}[٢٣: ٣٤].
في الكشاف ٣: ٤٧: «(إذن) واقع في جزاء الشرط، وجواب الذين قاولوهم من قومهم».
في البحر ٦: ٤٠٤: «وليس (إذن) واقعًا في جزاء جواب الشرط، بل واقع بين (إنكم) والخبر. وإنكم والخبر ليس جزاء للشرط، بل ذلك جملة جواب القسم المحذوف».
٤ - {أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين * قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين}[٢٦: ٤١ - ٤٢].
في الكشاف ٣: ١١٤: «ولما كان قوله: {إن لنا لأجرا} في معنى جزاء الشرط، لدلالته عليه، وكان قوله:{وإنكم إذا لمن المقربين} معطوفًا عليه ومدخلاً في حكمه دخلت (إذن) قارة في مكانها الذي تقتضيه من الجواب والجزاء».