لذلك أرى أنه يجوز أن يأتي جواب (إذا) الشرطية غير مقرون بالفاء في المواضع التي يجب اقترانه فيها بالفاء في الأدوات الجازمة لأمرين:
١ - كثرة ما ورد من ذلك في القرآن ولا داعي للتأويل وتقدير جواب محذوف.
٢ - الجملة الفعلية المصدرة بقد لا تصلح أن تكون شرطًا للأدوات الجازمة ولذلك يجب اقترانها بالفاء إن وقعت جوابًا للشرط. وقد صلحت هذه الجملة أن تكون شرطًا (للو) في كلام العرب، شعره ونثره وفي الحديث. قال عمرو بن العداء:
سعى عقالا فلم يترك لنا سيدا ... فكيف لو قد سعى عمرو عقالين
مجالس ثعلب ص ١٧١، المخصص ٧: ١٣٤، الخزانة ٣: ٣٨٧. وشواهد أخرى في المخصص ١٠: ١٨٠، الاقتضاب ص ٣٧٧، ٤٠٢.
وجاء في الحديث الشريف:«لو قد جاءنا مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا»[صحيح مسلم ١٥: ٨٣].
وهو في البخاري: كتاب الحوالات عن جابر متفق عليه.
وانظر سيرة ابن هشام على هامش الروض ١: ٢٨٨، ٢: ٢١١، ٢٢٠، ٣٢٢، ٣٦٦.
[اقتران جواب (إذا) الشرطية بإذا الفجائية]
في البحر ٧: ٤٣٢: «وقد قررنا في علم النحو الذي كتبناه أن (إذا) الشرطية ليست مضافة إلى الجملة التي تليها، وإن كان مذهب الأكثرين، وأنها ليست بمعمولة للجواب ... بل هي معمولة للفعل الذي يليها، كسائر أسماء الشرطية الظرفية.
و (إذا) الفجائية رابطة لجملة الجزاء بجملة الشرط كالفاء، وهي معمولة لما بعدها إن قلنا إنها ظرف، سواء كان زمانا أو مكانًا. ومن قال إنها حرف فلا يعمل فيها شيء».
سنذكر آيات (إذا) الفجائية عند الحديث عنها.
[(إذا) الظرفية]
جاءت (إذا) متمحضة للظرفية، لا شرطية فيها في آيات كثيرة؛ كما جاءت