الحمد لله وحده لا شريك له، أنزل الكتاب بالحق، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وصلى الله على خيرته من خلقه، محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وترك الناس على المحجة الواضحة بنور القرآن الذي لا يخبو نوره، وضياء السنة التي لا يخفت ضياؤها.
وبعد:
فماذا يقول القائل في عمل قام به فرد واحد، لو قامت عليه جماعة لكان لها مفخرة باقية؟ فمن التواضع أن يسمى هذا العمل الذي يعرضه عليك هذا الكتاب «معجمًا نحويًا صرفيًا للقرآن العظيم».
فمعلوم أن جل اعتماد المعاجم قائم على الحصر والترتيب.
أما هذا الكتاب، فالحصر والترتيب مجرد صورة مخططة يعتمد عليها.
أما القاعدة العظمى التي يقوم عليها، فهي معرفة واسعة مستوعبة تامة لدقائق علم النحو، وعلم الصرف، وعلم اختلاف الأساليب.
ولولا هذه المعرفة لم يتيسر لصاحبه أن يوقع في حصره من حروف