[هل جاء تقديم المستثنى على المستثنى منه في القرآن الكريم؟]
جوز العكبري ذلك في قوله تعالى:
{ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم}[٣: ٧٣].
قال في إعرابه ١: ٧٨ «والثاني: أن النية التأخير، والتقدير: ولا تصدقوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا من تبع دينكم، فاللام على هذا زائدة، و (من) في موضع إذ نصب على الاستثناء من أحد».
وفي الجمل ١: ٢٨٧ «وهذا الوجه لا يصح من جهة المعنى، ولا من جهة الصناعة.
وأما عدم صحته من جهة الصناعة فلأن فيه تقديم المستثنى على كل من المستثنى منه وعامله، وفيه أيضا تقديم ما هو من جملة صلة (أن) المصدرية، وهو المستثنى عليها».
عقد سيبويه للاستثناء المنقطع بابا في كتابه ١: ٣٦٦ عنونه بقوله:
هذا باب ما لا يكون إلا على معنى ولكن
وذكر فيه شواهد من القرآن الكريم، وكلام العرب، ثم قال: وهذا الضرب في القرآن الكريم كثير، وكذلك فعل المبرد في المقتضب ٤: ٤١٢ - ٤١٧. والآمدي في كتابه «الإحكام» ينقل خلافا بين الحنفية والشافعية في صحة الاستثناء من غير الجنس، وبعد أن ذكر حجج الفريقين أو بعض آيات الاستثناء المنقطع، فجعلها استثناء متصلا ثم قال عن آيات أخرى: إنها ليست استثناء، ولكنها بمعنى (لكن).