همزة الاستفهام التي تقدر مع [بل] إنما تفيد الاستفهام الإنكاري في غالب مواقعها، وقد أفادت الاستفهام الحقيقي في قول بعض العرب: إنها لإبل أم شاء.
وقد جاء ذلك أيضا في قوله تعالى:
١ - {وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين}[٢٧: ٢٠].
قال الزمخشري: نظر إلى مكان الهدهد فلم يبصره، فقال: ما لي لا أرى الهدهد، على معنى أنه لا يراه، وهو حاضر لساتر ستره، أو غير ذلك، ثم لاح له أنه غائب فأضرب عن ذلك، وأخذ يقول: أهو غائب، كأنه يسأل عن صحة ما لاح له، ونحوه قولهم: إنها لإبل أم شاء. [الكشاف ٣: ١٣٨، البحر ٧: ٦٤ - ٦٥].
٢ - {اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار}[٣٨: ٦٣].
في الكشاف ٣: ٣٣٣: «وإما أن تكون [أم] منقطعة بعد مضي {اتخذناهم} سخريا على الخبر أو الاستفهام؛ كقولك: إنها لإبل أم شاء».
[احتمال [أم] للاتصال وللانقطاع]
١ - {قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعملون}[٢: ٨٠].
يجوز أن تكون [أم] متصلة، وقوله:{فلن يخلف الله عهده} اعتراض، وكأنه يقول: أي هذين واقع: اتخاذكم العهد عند الله أم قولكم على الله ما لا تعملون.
ويجوز أن تكون [أم] منقطعة تقدر ببل والهمزة، وهو استفهام إنكاري؛ لأنه قد وقع منهم قولهم على الله ما لا يعلمون. [البحر ١: ٢٧٨، الكشاف ١: ٧٨].