قال الرضي في «شرح الكافية» ٢: ١٠١: «وقد تكون (إذا) مع جملتها لاستمرار الزمان، نحو قوله تعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا} ٢: ١١، أي هذا عادتهم المستمرة، ومثله كثير: نحو قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا} ٢: ١٤، {إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ} ٩: ٩٢».
وقال في ١: ٩٥: «وليس (إذا) للاستقبال هاهنا، بل هو للاستمرار، كما في قوله تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ» ٢: ١١، وقوله:{وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} ٤٢: ٣٧.
وفي البرهان ٤: ١٩٧: «أصل (إذا) الظرفية لما يستقبل من الزمان؛ كما أن (إذ) لما مضى منه، ثم يتوسع فيها، فتستعمل في الفعل المستمر في الأحوال كلها: الحاضرة، والماضية، والمستقبلة، فهي في ذلك شقيقة الفعل المستقبل الذي هو (يفعل) حيث يفعل به نحو ذلك، قالوا: إذا استعطى فلان أعطى، وإذا استنصر نصر، كما قالوا: فلان يعطي الراغب، وينصر المستغيث من غير تخصيص وقت دون وقت، قاله الزمخشري في كشافه القديم».
وقد تفيد (إذا) التكرير أيضًا كما في قوله تعالى: {وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آَمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ} ٩: ٨٦.
في البحر ٥: ٨٢: «ليست (إذا) هنا تفيد التعليق فقط، بل انجر معها معنى التكرار، سواء كان فيها ذلك بحكم الوضع، أو بحكم غالب الاستعمال لا الوضع، وهي مسألة خلاف في النحو. ومما وجد معها التكرار قول الشاعر:
إذا وجدت أوار النار في كبدي ... أقبلت نحو سقاء القوم أبترد