وفي البكران للزركشي ٤: ١٩٠ - ١٩١:«وقد تستعمل للماضي من الزمان كإذ؛ كما في قوله تعالى:{حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ} ٢٧: ١٨، {حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ} ٦: ٢٥، {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ} ١٨: ٩٣، {حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} ١٨: ٩٦، {حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا} ١٨: ٩٦، {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} ٦٢: ١١ لأن الانفضاض واقع في الماضي». وانظر الإتقان ١: ١٤٩. وفي البحر ٥: ١٦٤ عند قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} ١٠: ٤٧: «إما أن يكون إخبارًا عن حالة ماضية، فيكون ذلك في الدنيا، ويكون المعنى: أنه بعث إلى كل أمة رسولهم إلى دين الله ... فلما جاءهم بالبينات كذبوه، فقضى بينهم، أي بين الرسول وأمته؛ فأنجى الرسول وعذب المكذبين.
وإما أن يكون على حالة مستقبلة، أي فإذا جاءهم رسولهم يوم القيامة للشهادة عليهم قضى عليهم». وانظر الكشاف ٢: ١٩٢ - ١٩٣ والقرطبي ٤: ٣١٨٨.
وفي لسان العرب ١٥: ٤٦٣: شواهد لاستعمال (إذا) مكان (إذ) والعكس. والسهيلي منع أن تستعمل (إذا) في موضع (إذ) كما منع أن تستعمل (إذ) في موضع (إذا). قال في الروض الأنف ١: ٢٨٦ - ٢٨٧: «وهذا نحو مما يتوهم في قوله سبحانه: {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا} ١٨: ٧١: فيتوهم أن (إذا) هاهنا بمعنى (إذ)، لأنه حديث قد مضى، وليس كما يتوهم. هي على بابها، والفعل بعدها مستقبل بالنسبة إلى الانطلاق، لأنه بعده، والانطلاق قبله، ولولا (حتى) ما جاز أن يقال: إلا انطلقا إذ ركبا، ولكن معنى الغاية في (حتى) دل على أن الركوب كان بعد الانطلاق، وإذا كان بعده فهو مستقبل بالنسبة إليه».