في المقتضب ١: ٥٠ «وتكون مخففة من الثقيلة، فإذا كانت كذلك لزمتها اللام في خبرها؛ لئلا تلبس بالنافية. وذلك قولك: إن زيد لمنطلق.
وقال الله عز وجل:{إن كل نفس لما عليها حافظ}.
فإن نصبت بها لم تحتج إلى اللام؛ نحو: إن زيدا لمنطلق، لأن النصب قد أبان.
وجاز النصب بها إذا كانت مخففة من الثقيلة.
وكانت الثقيلة إنما نصبت لشبهها بالفعل، فلما حذف منها صار كفعل محذوف، فعمل الفعل واحد، وإن حذف منه، كقولك: لم يك زيد منطلقا، وكقولك: ع كلاما.
وأما الذين رفعوا بها فقالوا: إنما أشبهت الفعل في اللفظ، لا في المعنى. فلما نقصت عن ذلك اللفظ الذي به أشبهت الفعل رجع الكلام إلى أصله، لأن موضع [إن] الابتداء، ألا ترى أن قولك: إن زيدا لمنطلق إنما هو: زيد منطلق في المعنى، ولما بطل عملها عاد الكلام إلى الابتداء، فبالابتداء رفعته، لا بإن، وما بعده خبر، وهذا القول الثاني هو المختار».
وانظر المقتضب ٢: ٣٦٣، وسيبويه: ١: ٢٨٣.
وليت الجملة الفعلية [إن] المخففة كثيرا من القرآن، وكان الفعل ماضيا ناسخا إلا في موضعين فقد جاء مضارعا ناسخا.
الماضي الناسخ، والفعل [كان] جاء ذلك في قوله تعالى:
١ - {فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين}[١٠: ٢٩].
في البحر ٥: ١٥٣ «[إن] هي المخففة. وعند الفراء هي النافية، واللام بمعنى [إلا]». الكشاف ٢: ١٨٩.