للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دراسة

(الفاء العاطفة)

في القرآن الكريم

الفاء العاطفة تعطف الأسماء والأفعال، وهي تفيد الترتيب والتعقيب.

في سيبويه ٢: ٣٠٤: «والفاء، وهي تضم الشيء إلى الشيء، كما فعلت الواو غير أنها تجعل ذلك متسقا بعضه في إثر بعض» وانظر ج ١ ص ٢١٨.

وفي المقتضب ١: ١٠: «ومنها الفاء، وهي توجب أن الثاني بعد الأول، وأن الأمر بينهما قريب، نحو قولك: رأيت زيدا فعمرا، ودخلت مكة فالمدينة».

وقال في ٢: ١٤: «اعلم أن الفاء عاطفة في الفعل، كما تعطف في الأسماء. تقول أنت تأتيني فتكرمني، وأنا أزورك فأحسن إليك؛ كما تقول: أنا آتيك ثم أكرمكم، وأنا أزورك وأحسن إليك. هذا إذا كان الثاني داخلاً فيما يدخل فيه الأول؛ كما تكون الأسماء في قولك: رأيت زيدا فعمرا، وأتيت الكوفة فالبصرة».

قلت عن (ثم) إنها لم تقع عاطفة للمفرد في القرآن، وإنما جاءت عاطفة للجمل، أما الفاء فقد جاءت عاطفة للمفرد وللجملة في القرآن، غاية الأمر أن عطفها للاسم المفرد جاء في نوع معين لم تتجاوزه في القرآن: هو عطف الصفات، فكل ما وردت فيه الفاء عاطفة للاسم المفرد في القرآن كان اسم فاعل معطوفا على اسم فاعل وسنذكر مواضع ذلك بعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>