أما قوله تعالى:{أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى} ٧٥: ٣٤ - ٣٥.
ففي {فأولى} خلاف بين النحويين: أهي فعل ماض أم اسم فعل. والأنباري أعربها مبتدأ حذف خبره. البيان ٢: ٤٧٨.
أكثر ما جاءت الفاء في القرآن عاطفة فعلا على فعل، أو جملة فعلية على فعلية، جاء ذلك في مواضع تتجاوز الستين.
أما عطفها للجملة الاسمية ففي مواضع تزيد عن ٢٥ بقليل.
اختصت الفاء من بين حروف العطف بتسويغ الاكتفاء بضمير واحد فيما تضمن جملتين من الصلة والخبر والصفة والحال، وقد جاء ذلك في قوله تعالى:
فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ... [٥:٥٢].
في البحر ٣: ٥٠٨ - ٥٠٩:«واتفق الحوفي وأبو البقاء على أن قوله {فيصبحوا} معطوف على قوله {أن يأتي} وهو الظاهر، ومجوز ذلك هو الفاء، لأن فيها معنى التسبب، فصار نظير: الذي يطير فيغب زيد الذباب، فلو كان العطف بغير الفاء لم يصح، لأنه كان يكون معطوفا على {أن يأتي} خبرا لعسى، وهو خبر عن الله تعالى، والمعطوف على الخبر خبر، فيلزم أن يكون فيه رابط، إن كان مما يحتاج إلى رابط، ولا رابط هنا، لكن الفاء انفردت من بين سائر حروف العطف بتسويغ الاكتفاء بضمير واحد ...» العكبري ١: ١٢٣.
الفاء للسببية
١ - أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين [٢: ٢٨٦].
في البحر ٢: ٣٧٠: «أدخل الفاء؛ إيذانا بالسببية، لأن كونه تعالى مولاهم،