توكيد مضمون الجملة؛ ولهذا زحلقوها في باب [إن] عن صدر الجملة؛ كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين.
وتخليص المضارع للحال، كذا قال الأكثرون.
واعترض ابن مالك الثاني بقوله تعالى:{وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة}{إني ليحزنني أن تذهبوا به} فإن الذهاب كان مستقبلا، فلو كان الحزن حالا لزم تقدم الفعل في الوجود على فاعله، مع أنه أثره. والجواب: أن الحكم في ذلك اليوم واقع لا محالة، فنزل منزلة الحاضر المشاهد، وأن التقدير: قصد أن تذهبوا، والقصد حال».
وفي البحر ٦: ٣٩٩. «قد جاء قليلا مع الظرف المستقبل؛ كقوله تعالى:{وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة} على أنه يحتمل تأويل هذه الآية. وإقرار اللام مخلصة المضارع للحال بأن يقدر عامل في {يوم القيامة}.
لا تدخل لام الابتداء في الخبر الثاني، لا يجوز نحو: إن زيدا قائم لمنطلق وعلى هذا لا يجوز في قوله تعالى: {وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار} ٣٨: ٤٧ أن يكون {عندنا} في موضع الخبر يعني بالعندية المكانة، و {لمن المصطفين} خبرا ثانيا، البحر ٧: ٤٠٢.
دخلت لام الابتداء على خبر [إن] كثيرا، وعلى اسمها، وعلى ضمير الفصل، ولم تدخل على معمول خبر [إن] في القرآن.