الصدر، فسقط ما قيل إن ما بعد الفاء الشرطية لا يعمل فيما قبلها، وما لا يعمل لا يفسر عاملا، أي لأن الفاء لا تمنع إلا إذا كانت في محلها».
٢ - {إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون}[٢٩: ٥٦] ..
من باب الاشتغال (أي فإياي أعبدوا فاعبدون) وقال الزمخشري: فإن قلت: ما معنى الفاء في ظ وقال الزمخشري: فإن قلت: ما معنى الفاء في {فاعبدون}؟ تقدم المفعول؟ قلت: الفاء جواب شرط محذوف، لأن المعنى: إن أرضي واسعة فإن لم تخلصوا العبادة في أرض فاخلصوها في غيرها، ثم حذف فعل الشرط، وعوض من حذفه تقدم المفعول، مع إفادة تقديمه معنى الاختصاص والإخلاص.
ويحتاج هذا الجواب إلى تأمل، البحر ٧: ١٥٧.
[اسم الموصول المشبه بالشرط الذي دخلت في خبره الفاء لا ينصب على الاشتغال]
١ - {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم}[٤: ١٥] ..
إذ قد أجرى الموصول مجرى الشرط بدخول الفاء، فلا يجوز أن ينتصب بإضمار فعل يفسره {فاستشهدوا} فيكون من باب الاشتغال، لأن {فاستشهدوا} لا يصح أن يعمل فيه لجريانه مجرى اسم الشرط، فلا يصح أن يفسر، هكذا قال بعضهم، وأجاز قوم النصب بفعل محذوف، تقديره: اقصدوا اللاتي، وقيل: خبر (اللاتي) محذوف، تقديره: فيما يتلى عليكم.
٢ - {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما}[٤: ١٦].
الكلام في ذلك كالكلام في اللاتي، إلا أن من أجاز النصب يصح أن يقدر فعلا من جنس المذكور، تقديره: آذوا اللذين، ولا يجوز أن يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها ها هنا، ولو عرى من ضمير المفعول، لأن الفاء هنا في حكم الفاء الواقعة