جاءت (إذ) بعد (لو) في آيات كثيرة، والمعنى على أن (إذ) يراد بها الاستقبال.
١ - {ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعًا}[٢: ١٦٥].
في الكشاف ١: ١٠٦: «(إذ) في المستقبل، كقوله:{ونادى أصحاب الجنة}.
في العكبري ١: ٤١: «(إذ) وقعت هنا بمعنى المستقبل، ووضعها أن تدل على الماضي، إلا أنه جاز ذلك لما ذكرنا أن خبر الله عن المستقبل كالماضي أو على حكاية الحال بإذ كما يحكى بالفعل.
وقيل: إنه وضع (إذ) موضع (إذا)، كما يوضع الفعل الماضي موضع المستقبل ... وهذا يتكرر في القرآن كثيرًا».
وفي البحر ١: ٤٧٢: «ودخلت (إذ) وهي للظرف الماضي في أثناء هذه المستقبلات، تقريبًا للأمر، وتصحيحًا لوقوعه. كما يقع الماضي موقع المستقبل في قوله {{ونادى أصحاب النار}}».
٢ - {ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد}[٦: ٢٧]. في البحر ٤: ١٠١: «قيل: (ترى) باقية على استقبالها و (إذ) معناه. (إذا)، فهو ظرف مستقبل، فتكون (لو) استعملت هنا استعمال (إن) الشرطية، وألجأ من ذهب إلى هذا أن هذا الأمر لم يقع بعد».
وفي كتاب الصحابي ص ١١١ - ١١٢: «(إذ) تكون للماضي، فأما قوله جل ثناؤه:{ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد} ٦: ٢٧ فترى مستقبل. و (إذ) للماضي، وإنما كان كذا، لأن الشيء كائن، وإن لم يكن بعد، وذلك عند الله جل ثناؤه قد كان، لأن علمه به سابق، وقضاءه به نافذ، فهو كائن لا محالة، وانظر فقه اللغة للثعالبي ص ٥٣٤.