على النار. فإذ ظرف ماض على أصله، ولكن بالإضافة إلى حزنهم وندامتهم، فالحزن والندامة واقعان بعد المعاينة والتوقيف، فقد صار وقت التوقيف ماضيًا بالإضافة إلى ما بعده والذي بعده هو مفعول (ترى)».
[إفادة (إذ) التعليل]
الشواهد كثيرة على إفادة (إذ) للتعليل، والرضى يرجح أن (إذ) الدالة على التعليل حرف، ولكن أرى بقاء (إذ) على ظرفتها مع إفادتها للتعليل لما يأتي:
١ - (حيث) من الظروف التي تفيد التعليل، ولو جعلنا (إذ) الدالة على التعليل حرفًا مصدريًا يسبك مع ما بعده بمصدر للزمنا أن نقول بذلك في (حيث) قال الزمخشري في الكشاف ٣: ٤٤٩.
«حيث وإذ غلبتا دون سائر الظروف في إفادة التعليل».
٢ - (إذ) مفيدة للتعليل في قوله تعالى: {يَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، كما ذكره السهيلي وغيره. ولو وضعت (أن) المصدرية هنا مكان (إذ) ما صح ذلك، لأن (أن) المصدرية لا تقعد بعدها الجملة الاسمية، إلا إذا كانت المخففة من (أن).
ويعضد ما قلناه أن أبا الفتح أعرب (إذ) بدلاً م اليوم في قوله تعالى: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ} ثم صرح بإفادة (إذ) للتعليل. [الخصائص ٢: ١٧٣].
في «شرح الكافية» للرضي ٢: ١٠٨: «تجيء (إذ) للتعليل، نحو: جئتك إذ أنت كريم، أي لأنك، والأولى حرفيتها».
وقال في ٢: ١٠١: «(إذ) للمستقبل كإذا، كما في قوله تعالى:{وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ}، على أنه يمكن أن يؤول بالتعليلية».
وفي مغني اللبيب ١: ٧٥: «الثالث: أن تكون للتعليل: نحو {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ} ٤٣: ٣٩ أي ولن ينفعكم اليوم اشتراككم