رسول إلا كانوا به يستهزئون} قال ابن مالك، ويغني عن تقديم فعل اقتران الماضي بقد؛ كقوله:
ما المجد إلا قد تبين أنه بندى وحلم لا يزال موئلا.
لأنها تقربه من الحال، فأشبه المضارع، والمضارع لا يشترط فيه ذلك لشبهه بالاسم، والاسم بإلا أولى، لأن المستثنى لا يكون إلا اسما ومؤولا به وإنما ساغ وقوع الماضي بتقديم الفعل؛ لأنه مع النفي يجعل الكلام بمعنى (كلما) كان كذا وكان كذا، فكان فيه فعلان، كما كان مع (كلما).
وقال ابن طاهر: أجاز المبرد وقوع الماضي مع (قد) بدون تقدم فعل، ولم يذكره من تقدم من النحاة، وفي البديع: لو قلت ما زيد إلا قام لم يجز، فإن دخلت (قد) أجازها قوم».
ويرد على هؤلاء قوله تعالى:
١ - {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير}[٣٥: ٢٤].
٢ - {إن كل إلا كذب الرسل}[٣٨: ١٤].
على أن أبا حيان قد عاد وألقى تبعة هذه الشروط على غيره فقال، فإن صح ما نصوا عليه .. البحر ٦: ٣٨٢.
ولم أجد في القرآن ماضيا سبق (إلا) إلا في ثلاث آيات:
١ - {وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء}[٧: ٩٤].
٢ - {وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها}[٣٤: ٣٤].
٣ - {كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون}[٥١: ٥٢].
[مواقع الاستثناء المفرغ من الإعراب في القرآن الكريم]
تصرف ما بعد (إلا) في الاستثناء المفرغ في مواقع كثيرة من الإعراب في