للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الآمدي في «الأحكام» ٢: ٤٣٣: «اتفقوا على امتناع الاستثناء المستغرق؛ نحو: له علي عشرة إلا عشرة» وانظر المستصفى ٢: ١٧٠، والهمع ١: ٢٢٨.

نقل ابن مالك عن الفراء جواز: له علي ألف إلا ألفين. الهمع ١: ٢٢٨ في التسهيل: ١٠٣ «ولا يمتنع استثناء النصف، خلافا لبعض البصريين، ولا استثناء الأكثر، وفاقا للكوفيين».

[الآيات]

١ - {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين} [١٥: ٤٢].

في القرطبي ٤: ٣٦٤٥ «وهذه الآية والتي قبلها دليل على جواز استثناء القليل من الكثير، والكثير من القليل؛ مثل أن يقول: عشرة إلا درهما، أو يقول: عشرة إلا تسعة، وقال أحمد بن حنبل: لا يجوز أن يستثنى إلا قدر النصف فما دونه، وأما استثناء الأكثر من الجملة فلا تصح، ودليلنا هذه الآية، فإن فيها استثناء الغاوين من العباد، والعباد من الغاوين، وذلك يدل على أن استثناء الأقل من الجملة، واستن ثاء الأكثر من الجملة جائز».

وفي البحر ٥: ٤٥٤: «الإضافة في قوله تعالى: {إن عبادي} إضافة تشريف، أي المختصين بعبادتي، وعلى هذا لا يكون قوله: {إلا من اتبعك} استثناء متصلا؛ لأن من تبعه لم يندرج في قوله تعالى: {إن عبادي}.

وإن كان أريد بعبادي عموم الخلق فيكون {إلا من اتبعك} استثناء من عموم، ويكون فيه دلالة على استثناء الأكثر، وبقاء المستثنى منه أقل، وهي مسألة اختلف فيه النحاة: فأجاز ذلك الكوفيون وتبعهم من أصحابنا الأستاذ أبو الحسن خروف».

والذي يظهر أن إبليس لما استثنى من العباد المخلصين كانت الصفة ملحوظة في

<<  <  ج: ص:  >  >>