والأرض) فالقول عندنا أن (من) مشتملة على الجميع؛ لأنها تقع للجميع على لفظ واحد.
وقد ذهب هؤلاء القوم إلى أن المعنى: ومن في الأرض؛ وليس المعنى عندي كما قالوا.
وقالوا في بيت حسان:
فمن يهجوا رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء
إنما المعنى: ومن يمدحه وينصره. وليس الأمر عند أهل النظر كذلك ولكنه جعل (من) نكرة؛ وجعل الفعل وصفا لها، ثم أقام في الثانية الوصف مقام الموصوف، فكأنه قال:
وواحد يمدحه وينصره، لأن الوصف يقع في موضع الموصوف، إذا كان دالاً عليه».
وقال الرضي في شرح الكافية ٢: ٥٧: «وأجاز الكوفيون حذف غير الألف واللام من الموصولات الاسمية:
خلافًا للبصريين. . . ولا وجه لمنع البصريين من حيث القياس؛ إذ قد يحذف بعض حروف الكلمة، وإن كانت فاء أو عينا - وليس الموصول بألزق منهما».
[آيات جوز فيها أبو حيان أن يكون الموصول الاسمي قد حذف منها]
١ - وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة ... [٢: ١٤٦]
{وبث فيها}: إن قدرت هذه الجملة معطوفة على ما قبلها من الصلتين احتاجت إلى ضمير يعود على الموصول، تقديره: وبث به، وفيه حذف للضمير