ذكرنا أن أبا حيان يجيز ألا يقترن جواب (إذا) الشرطية بالفاء إن كان الجواب مصدرًا بما النافية، أو (إن) النافية، وأن الرضي يجيز ألا يقترن جواب (إذا) الشرطية بالفاء إن كان الجواب جملة اسمية. وقد سلك الرضي وغيره سبيل التأويل، فأجاز في قوله تعالى:{وإذا ما غضبوا هم يغفرون} ٤٢: ٣٧ أن يكون (هم) توكيدًا للواو في {غضبوا} [«شرح الكافية» ٢: ٢٤٤].
أما أبو حيان فقد منع أن يكون جواب (إذا) جملة اسمية من غير أن يقترن بالفاء، وجعل (إذا) في الآية ظرفية أو (هم) توكيد للضمير المرفوع. [البحر ٧: ٥٠٢].
وكل التأويلات السابقة قيلت في الآية الآتية أيضًا:{والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون} ٤٢: ٣٩.
[شرح الكافية للرضي ٢: ١٠٤، ٢٤٤، البحر المحيط ٧: ٥٢٢، المغني ١: ٩٤].
{وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا} ٤٥: ٢٥.
قدر الرضي القسم قبل الشرط؛ كما أجاز أن تجعل (إذا) ظرفية فقط [شرح الكافية ٢: ٢٤٤]، وجعل ابن هشام الجواب محذوفًا. [المغني ١: ٩١].
{هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد} ٢٤: ٧.
جعل الزمخشري، وأبو البقاء، وأبو حيان الجواب محذوفًا في هذه الآية دل عليه قوله تعالى:{إنكم لفي خلق جديد} تقديره: تبعثون. [الكشاف ٣: ٢٥٢، العكبري ٢: ١٠١، البحر ٧: ٢٥٩].
أما الآيات التي دخلت فيها همزة الاستفهام على (إذا) فصارت (أئذا) فقد جعل الرضي (إذا) فيها على صورة أداة الشرط، وما بعدها على صورة الشرط.