علي معتزليا، وهم يقولون: ما كان مخلوقا لله لا يكون مخلوقا للعبد، فالرأفة والرحمة من خلق الله، والرهبانية من ابتداع الإنسان، فهي مخلوقة له، وهذا الإعراب ليس يجيد من جهة صناعة العربية .. لا يجوز هنا الابتداء بقوله (ورهبانية) لأنها نكرة لا مسوغ لها من مسوغات الابتداء بالنكرة. البحر ٨. ٢٢٨، الكشاف ٤: ٤٨١ - ٤٨٢، العكبري ٢: ١٣٥.
وفي المغني ٦٣٩:«وقول الفارسي في {ورهبانية ابتدعوها} إنه من باب زيدا ضربته، واعتراضه ابن الشجري بأن المنصوب في هذا الباب شرطه أن يكون مختصا، ليصح رفعه بالابتداء، والمشهور أنه عطف على ما قبله، و {ابتدعوها} صفة، ولا بد من تقدير مضاف، أي وحب رهبانية، وإنما لم يحمل أبو على الآية على ذلك لاعتزاله، فقال: لأن ما يبتدعونه لا يخلقه الله عز وجل».
٥ - {وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب}[٦١: ١٣].
(أخرى) صفة لمحذوف، أي ولكم مثوبة أخرى، أو نعمة أخرى عاجلة إلى هذه النعمة الآجلة، فأخرى مبتدأ وخبرها المقدر لكم وهو قول الفراء، ويرجحه البدل منه بقوله {نصر من الله} و {تحبونها} صفة وقال قوم: أخرى في موضع نصب بإضمار فعل: أي ويمنحكم أخرى. البحر ٨: ٢٦٣ - ٢٦٤. وأجاز العكبري النصب على الاشتغال، العكبري ٢: ١٣٨.
[جواب القسم لا يفسر عاملا]
١ - {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة}[١٦: ٤١].
في شرح الكافية للرضي ١: ١٥١: «وكذا جواب القسم لا يعمل فيما قبل القسم، فيجب الرفع في زيد والله لأضربنه لأن القسم له مصدر الكلام، لتأثيره في الكلام».