(الذين) مبتدأ، والفاء داخلة في خبر المبتدأ، وتقديره: فتعسهم الله تعسا، فتعسا منصوب بفعل مضمر، ولذلك عطف عليه الفعل في قوله:{وأضل أعمالهم} ويجوز أن يكون الذين منصوبا على إضمار فعل يفسره قوله {فتعسا لهم}، كما تقول: زيد جدعا له، البحر ٨: ٧٦.
وفي المغني ٥٥٩: وقوله تعالى: {والذين كفروا فتعسا لهم} الذين مبتدأ، وتعسا مصدر لفعل محذوف هو الخبر، ولا يكون الذين منصوبا بمحذوف يفسره (تعسا) كما تقول: (زيدا ضربا إياه) وكذا لا يجوز زيدًا جدعا له، ولا عمرا سقيا له، خلافا لجماعة منهم أبو حيان، لأن اللام متعلقة لا بالمصدر، لأنه لا يتعدى بالحرف، وليست لام التقوية لأنها لازمة» ٥٥٩.
وفي الكشاف ٤: ٣١٨: «الذين يحتمل الرفع على الابتداء والنصب بما يفسر»{فتعسا لهم} كأنه قال: أتعس الله الذين كفروا».
وفي شرح الكافية للرضي ١: ١٤٩، «أما المصدر فلا يكون مفسرا في هذا الباب، لأن ما لا ينصب بنفسه لو سلط لا يفسر ومنصوب المصدر لا يتقدم عليه».
٤ - {وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها}[٥٧: ٢٧].
(ورهبانية): معطوف على ما قبله، فهي داخلة في الجمل، (ابتدعوها) جملة في موضع الصفة الرهبانية، وخصت الرهبانية فإنها أفعال بدن مع شيء وفي القلب، ففيها موضع للتكسب، قال قتادة: الرأفة والرحمة من الله، والرهبانية هم ابتدعوها، والرهبانية: رفض الدنيا وشهواتها من النساء وغيرهن.
وجعل أبو علي (ورهبانية) متقطعة من العطف على ما قبلها من رأفة ورحمة، فانتصب عنده (ورهبانية) على إضمار فعل يفسره ما بعده، فهو من باب الاشتغال، أي ابتدعوها رهبانية ابتدعوها، واتبعه الزمخشري فقال: وانتصابها بفعل مضمر يفسره ما بعده، فهو من باب الاشتغال، وهذا إعراب المعتزلة، وكان أبو