اللام لام الابتداء، أقسم تعالى بحياته، تكريمًا له، والعمر، بفتح العين وضمها: البقاء وألزموا القسم الفتح، ويجوز حذف اللام، وبذلك قرأ ابن عباس. . . وقال أبو الهيثم: لعمرك: لدينك وأنشد:
أيها المنكح الثريا سهيلا ... عمرك الله كيف يلتقيان
وقال ابن الأعرابي: عمرت ربي: عبدته، وفلان عامر لربه: عابد، فعلى هذا لعمرك: لعبادتك.
وقال الزجاج: ألزموا القسم الفتح، لأنه أخف عليهم، وهم يكثرون القسم بلعمري ولعمرك.
وارتفاعه بالابتداء، والخبر محذوف، أي ما أقسم به. وقال بعض أصحاب المعاني: لا يجوز أن يضاف إلى الله لا يقال: لله عمر، وإنما يقال هو أزلي، وكأه يوهم أن العمر لا يقال إلا فيما له انقطاع، وليس كذلك العمر قال الشاعر:
إذا رضيت على بنو قشير ... لعمر الله أعجبني رضاها
وقال الأعشى:
ولعمر من جعل الشهور علامة ... فبين منها نقصها وكمالها
البحر ٥: ٤٦٢.
٢ - فإنكم وما تعبدون. ما أنتم عليه بفاتنين [٣٧: ١٦١ - ١٦٢]
الظاهر أن الواو للعطف عطفت {وما تعبدون} على الضمير في {إنكم} وقال الزمخشري: يجوز أن تكون بمعنى مع مثلها في قولهم: كل رجل وضيعته فلما جاز السكوت على (كل رجل وضيعته) جاز أن يسكت على قوله: {إنكم وما تعبدون}، لأن قوله:{وما تعبدون} سد مسد الخبر، لأن معناه: إنكم مع ما تعبدون.