ومثله في المستصفى للغزالي ٢: ١٧٣، وتأويل مشكل القرآن لأبن قتيبة ص ٢٨٣، وفي الكشاف ٤: ١٥٢: «{نصفه} بجل من الليل و {إلا قليلا} استثناء من النصف، كأنه قال: قم أقل من نصف الليل». وانظر القرطبي ٨: ٦٨٢٦ - ٦٨٢٧، البحر ٨: ٣٦٠ - ٣٦٢.
[الاستثناء المتعقب جملا متعاطفة]
الاستثناء المتعقب جملا يصلح أن يتخصص كل منها بهذا الاستنثاء قال عنه أبو حيان:«هذه المسألة تكلم عليها في أصول الفقه، وفيها خلاف وتفصيل ولو أر من تكلم عليها من النحاة غير المهابذي وابن مالك» وكذلك نقل السيوطي في الهمع عن أبي حيان.
وقد عرض لهذا الرضي في شرح الكافية ١: ٢٢٤ واختار أن يرجع الاستثناء إلى الجملة الأخيرة قياسا على باب التنازع، وكذلك اختار أبو حيان والمهابذي، واختار ابن مالك أن يرجع إلى الجمل كلها، واتفقوا على أنه إذا وجدت قرينة معينة عمل بمقتضاها.
وقال الغزالي في المستصفى ٢: ١٧٤: «الفصل الثالث في تعقب الجمل بالاستثناء» قال في ص ١٧٨: «الذي يدل على أن التوقف أولى أنه ورد في القرآن الأقسام كلها من الشمول، والاقتصار على الأخير، والرجوع إلى بعض الجمل السابقة، ...» وإليك طرفا من نصوص العلماء في هذه المسألة.
في «الإحكام» للآمدي: ٢: ٤٣٨: «الجمل المتعاقبة بالواو إذا تعقبها الاستثناء رجع إلى جميعها عند أصحاب الشافعي رضي الله عنه، وإلى الجملة الأخيرة عند أصحاب أبي حنيفة».
وفي شرح الإيضاح ٢: ٣٠: «إذا تعقب الاستثناء الجمل المعطوفة كآية القذف ينصرف إلى الكل عند الشافعي رحمه الله، وعندنا إلا الأقرب، لقربه واتصاله